دون وعي نهضت تبحث عن شيء ما. سمعتك تهمهم باسمه ولم أتبينه. الظلمة تبتلعك فتغيب عن ناظري لوهلة. ثم تعود لأراك ممددًا على الأرض ترتجف. لماذا أيها الأحمق ابتلعت بعض أقراص النسيان؟ أيؤلمك عجزك عن النوم؟ تحتل صورتها عالم اللاوعي بصورة مطلقة وتستحضرها أنت بكامل إرادتك لتملأ وعيك بالحياة. قد لا تحس أنت بما يجري في أعماقك وذلك لا يعني أن لا شيء يحدث. هناك.. بعدما تسترخي وتغمض عينيك، تخرج هي من الصورة. ترتدي فستانًا أبيضًا وترسل شعرها كخيوط النور. تقفز وتدور. تغني وتضحك. في عينيها نظرة عميقة تحاول أن تفهمها. سؤال ما يطل من خلفها يبدد سكينتك. كيف لها أن تكون لك؟ هي حرة تحلق أينما شاءت وقد تهبط في أي لحظة في أي بستان تشاء. غريزة التملك بداخلك تئن وأنت تراها تستعد للرحيل. وحينما ترتفع بضع أقدام عن الأرض، يتوقف قلبك الصغير عن الدق.
صغيري.. جميل أن تحب وتعرف أنك تحب. لكنني أعرف كم يؤلمك الكتمان! انظر إلى نفسك: جفناك المنتفخان يخفيان عينيك التائهتين. ودموع وهمية عرفت طريقها إلى خديك. خائف أنت من رحيلها وهي لا تعلم بسرك الصغير. ولأنك صغير تظنها لن تقدِّر. لا تتألم. دعها تلون عالمك وتبث فيه حياة من عندها - ربما دون قصد منها. استمتع بمشاهدتها تمحو مخاوفك الأزلية وتقضي على أشباح وحدة سكنت أطرافك الباردة. سيأتي يوم جديد بعد لحظات؛ تشرق الشمس فتذوب الأوهام. لا تتعجل الأمور؛ فغدًا قد تأتيك فرصة -أو بعد غد- وحينها ستدرك أن تلك الابتسامة في الصور كانت -في الحقيقة- موجهة.. لك.
No comments:
Post a Comment