ربما نظرات العين قد تحمل وعودًا كثيرة لكنها تظل حتمًا غير مؤكدة. لكن الليلة -على غير العادة- سيخلد إلى النوم مطمئنًا إلى أنه عندما يصحو ليواصل رحلته، لن تصاحبه خيبة أمل..
على سريره، يتململ طويلاً. رطوبة ليل الصيف تصنع من النوم مطلبًا صعب المنال. يتكاثف حوله شعور بالإرهاق بعد يوم صيفي حافل بكثير من العمل يعادل حملاً من التعب وربما مثله من المتعة أيضًا! يتفادى التفكير في أي شئ. رغمًا عنه يفكر في تفاصيل كل شئ. يترك السرير المبتل بأرقه ويتجه للشرفة. يعود سريعًا مقطب الجبين. يبدأ في لعن أجهزة التكييف بضوضائها ورطوبتها ونقاط المياه التي تمطر رأسه بها! يصمت قليلاً. يتربع على الأرض بعدما يضيء أباجورته الخشبية بإضاءتها الحمراء الناعمة. يغمض عينيه. يشد نفسًا عميقًا لا يكترث لإخراجه. يحاول ترتيب دماغه. يخرج زفيره سلسًا. تلين أفكاره في يديه فتتشكل عجينة خصبة. يبدأ في رسم معالم غده ذاك البعيد.
مجددًا، يعود إلى سريره. يواجه الحائط عن يساره. يضغط رأسه بين وسادتين. ربما لن ينام سريعًا. لكن الأمر يستحق المحاولة هذه المرة.
*** *** *** *** *** ***
منام 1:
يتسلل من سريره على أطراف أصابعه. يجري نحو الثلاجة بعد أن نام الجميع. يحشو جيوبه بأكبر قدر من البون بون. يغلق عليها الدرج الأوسط من دولابه بعدما خبأها وسط جواربه الملونة.
في صباح تالٍ يخيل إليه أنه يرى نملتين على مقبض الدرج. يفرك عينيه. ينقبض وهو يرى سرب نمل يتدافع نحو الدرج. يتخيل حلواه الأثيرة مغطاة بالنمل. تعبس تفاصيل وجهه..
*** *** *** *** *** ***
منام 2:
يقطع الردهة الطويلة في صمت لا تقطعه إلا دقات حذائه على رخام الأرضية. يقترب من الباب الخشبي المفتوح عن آخره. مسح بكفيه على ذراعيه العاريتين محاولاً طمأنة نفسه. بلا جدوى. ضم قبضته في شئ من قوة. يطل برأسه من الباب. تفحص بعينه الأوجه القليلة المتناثرة في المدرج. لم تكن بينهم. الآن يشعر بتحطم كل ما تبقى سليمًا بداخله. انطبقت شفتاه على كلمات ظل يرتبها في رأسه منذ الأمس. استدار مخذولاً..
تسمّر في مكانه أمام ابتسامتها. تقترب منه. يحدق في عينيها دون أن يرد على تحيتها غير المعتادة..
*** *** *** *** *** ***
في السابعة والنصف صباحًا يفتح عينيه. أخذ بعض الوقت ليميز معالم غرفته. رفع رأسه. نهض من على الأرض متألمًا. ربما هذا أول صباح يتحرر فيه من ذلك الصداع المزمن.. يتأمل وجهه في مرآة الحمام. يبتسم. يحب تلك الكرمشة الخفيفة تحت عينيه التي تختفي دومًا مع الإرهاق. يبتسم ابتسامة أوسع. يطبع قبلة على المرآة. يعود إلى غرفته. يرتب فراشه. يرتدي ملابسه. يلاعب عصافيره ويضع لهم احبوب الإفطار. يخرج من الغرفة دون أن يلحظ دفتره الملقى بجوار السرير مفتوحًا على صفحة تحمل كتابة بقلم أحمر.
على سريره، يتململ طويلاً. رطوبة ليل الصيف تصنع من النوم مطلبًا صعب المنال. يتكاثف حوله شعور بالإرهاق بعد يوم صيفي حافل بكثير من العمل يعادل حملاً من التعب وربما مثله من المتعة أيضًا! يتفادى التفكير في أي شئ. رغمًا عنه يفكر في تفاصيل كل شئ. يترك السرير المبتل بأرقه ويتجه للشرفة. يعود سريعًا مقطب الجبين. يبدأ في لعن أجهزة التكييف بضوضائها ورطوبتها ونقاط المياه التي تمطر رأسه بها! يصمت قليلاً. يتربع على الأرض بعدما يضيء أباجورته الخشبية بإضاءتها الحمراء الناعمة. يغمض عينيه. يشد نفسًا عميقًا لا يكترث لإخراجه. يحاول ترتيب دماغه. يخرج زفيره سلسًا. تلين أفكاره في يديه فتتشكل عجينة خصبة. يبدأ في رسم معالم غده ذاك البعيد.
مجددًا، يعود إلى سريره. يواجه الحائط عن يساره. يضغط رأسه بين وسادتين. ربما لن ينام سريعًا. لكن الأمر يستحق المحاولة هذه المرة.
*** *** *** *** *** ***
منام 1:
يتسلل من سريره على أطراف أصابعه. يجري نحو الثلاجة بعد أن نام الجميع. يحشو جيوبه بأكبر قدر من البون بون. يغلق عليها الدرج الأوسط من دولابه بعدما خبأها وسط جواربه الملونة.
في صباح تالٍ يخيل إليه أنه يرى نملتين على مقبض الدرج. يفرك عينيه. ينقبض وهو يرى سرب نمل يتدافع نحو الدرج. يتخيل حلواه الأثيرة مغطاة بالنمل. تعبس تفاصيل وجهه..
*** *** *** *** *** ***
منام 2:
يقطع الردهة الطويلة في صمت لا تقطعه إلا دقات حذائه على رخام الأرضية. يقترب من الباب الخشبي المفتوح عن آخره. مسح بكفيه على ذراعيه العاريتين محاولاً طمأنة نفسه. بلا جدوى. ضم قبضته في شئ من قوة. يطل برأسه من الباب. تفحص بعينه الأوجه القليلة المتناثرة في المدرج. لم تكن بينهم. الآن يشعر بتحطم كل ما تبقى سليمًا بداخله. انطبقت شفتاه على كلمات ظل يرتبها في رأسه منذ الأمس. استدار مخذولاً..
تسمّر في مكانه أمام ابتسامتها. تقترب منه. يحدق في عينيها دون أن يرد على تحيتها غير المعتادة..
*** *** *** *** *** ***
في السابعة والنصف صباحًا يفتح عينيه. أخذ بعض الوقت ليميز معالم غرفته. رفع رأسه. نهض من على الأرض متألمًا. ربما هذا أول صباح يتحرر فيه من ذلك الصداع المزمن.. يتأمل وجهه في مرآة الحمام. يبتسم. يحب تلك الكرمشة الخفيفة تحت عينيه التي تختفي دومًا مع الإرهاق. يبتسم ابتسامة أوسع. يطبع قبلة على المرآة. يعود إلى غرفته. يرتب فراشه. يرتدي ملابسه. يلاعب عصافيره ويضع لهم احبوب الإفطار. يخرج من الغرفة دون أن يلحظ دفتره الملقى بجوار السرير مفتوحًا على صفحة تحمل كتابة بقلم أحمر.
4 comments:
لمسني اوي الحلم الاول
:)
رقيق
محض روح..
شكرًا على مرورك..
:)
حــاجة جـامدة فعلاً ..
اتشرف بزيارتك, و تعليقاتك على مدونتي :
http://ro2a-w-facts.blogspot.com
عموووور
مدونتك جميله
القصه رائعه
مستنيين الجديد
شكرااا
Post a Comment