Sunday, August 19, 2007

محتاج أفضفض بصوت عاليييي






لدي كلام كثير أريد أن أبوح به لأحد
وهذه المرة فقط قررت أن يكون البوح علنًا.. ربما لأن أصدقائي ما عادوا حولي، أو ربما لأنني أصبحت كئيبًا أكثر..

طوال الأشهر الماضية وحتى الأسبوع الماضي كنت أحاول إقناع نفسي بأن كل شيء على ما يرام.. كنت أهرب من همومي وآلامي وأتهرب منها.. ظننت الانكار حلاً مجديًا، ولكن رغمًا عني كنت أشعر بالضيق ثقلاً يطبق على صدري مع اقتراب المساء.. ما عدت أستطيع الكتابة.. ما عدت أستطيع البكاء.. ما عدت أقدر على الفرح والاستمتاع.. لا أريدكم أن تظنوا أن حياتي الآن قاتمة؛ إنها على النقيض تمامًا.. تحدث لي أشياء كنت أحلم بها.. التحقت بكلية الصيدلة.. التقيت بأناس قريبين من قلبي.. لاقيت تقديرًا من ملهمتي وأستاذتي.. لماذا إذًا لست مسرورًا؟؟ أهي أزمة عدم رضا وطمع؟؟ لا.. أنا راض والحمد لله وعلاقتي بربي جيدة وأظنها قوية بعض الشيء... لا أدري

ربما أحاول أن أظل أنا وسط نداءات كل من حولي بضرورة التغيير لئلا أكون نمطيًا.. كانت البداية بشخوص قصصي.. ثم انتقلوا لحياتي.. طلبوا مني حلاقة شنبي فرضخت لهم.. تعلم القيادة.. إلغاء خططي لشراء إكسسوارات للكمبيوتر.. كل شيء!! نعم قد يتغير الشكل الخارجي ولكن أنا أنا وسأظل كما أنا بالداخل رافضًا أي تدخل لتعديل طريقة نظري للحياة ومعتقداتي التي أرفض المساس بها..

لعلني يجب أن أعترف بحزني.. لتكون هذه أولى خطوات التخلص منه، ولكنني وصلت لدرجة أنني لا أتمنى الخروج مما أنا فيه.. بت أؤمن بأنني لو أصبحت سعيدًا وعادت إليّ حالة الاكتئاب مجددًا لن أشف منها!! ربما أنا مجنون!! ولم لا؟؟ أظنني أحتاج لزيارة طبيب نفسي!! نعم!! هناك عيادة في الطابق الثاني من عمارتي!! لا.. أنا أخطط لتعلم اليوجا.. آه!! ولكنها ما تزال خطة لم تنفذ.. لم لا أقدر على مواجهة نفسي بحزنها الذي أعرفه وتعرفه؟؟ يبدو أن المسألة مسألة قرار كما تقول سحر الموجي..

الآن أحاول أن أجهض أحلامًا تشوهت بداخلي؛ لعلها سبب ما أشعر به من حزن

الحلم الأول.. مي... لم أصل معها لشيء لأنني لا أجرؤ على الاقتراب.. خجول؟؟ نعم.. آه.. كم بكيت وأنا أحدث نفسي عنك! وأنا ساجد في صلاة الليل بعد آخر مرة رأيتك فيها.. كان قد مر ما لا يزيد عن نصف الساعة.. ما زلت أحتفظ بملامحك دافئة في عقلي.. قلبي الصغير يدق بشدة وعيناي ترتجفان.. كنت ذاهلاً عن صلاتي ولا هم لي غير أن أدعو الله ألا يفرقنا ويبعدني عنها.. بكيت كما لم أبك من قبل.. ابتلت سجادتي الخضراء.. احتقنت عيناي، ولكن روحي لم تسكن.. مشتاق؟؟ نعم.. أتعلمون، عندما دخلت كليتي لتقديم أوراقي كنت أتوهم في كل فتاة أنظر إليها وجهها.. عيناها تطاردانني.. على الزجاج الأزرق.. من وراء الأعمدة.. وحتى اليوم لم أرها.. الكشف الطبي.. لم تكن هناك.. لماذا ما زال عندي أمل في اللقاء؟؟ لماذا أوهم نفسي بأنني سألقاها عما قريب؟؟ أتراني أدمنت الكذب على نفسي؟؟

الحلم الثاني.. المصيف.. مع أصدقائي وعائلتي.. ولكنهم رحلوا وحدهم.. وتركوني.. أو أنا الذي تركتهم.. لا أدري.. لم أعد متحمسًا للذهاب إلى المصيف.. كل ما أشتاق إليه هو أصدقائي.. الضحكات والكلمات.. دفء الاجتماع.. نعم أحتاج للجلوس على الشاطيء برماله الصفراء الساخنة تحت مظلة من الخوص أرتدي نظارتي الشمسية أحتمي من شمس العصر التي يقترب لونها من الأحمر، أمام المياه التي يتألق سطحها وتحرك موجها في سكون.. أنا أعشق البحر.. خاصة البحر الأحمر حيث بدأت أولى خطواتي لاكتشاف الذات.. ولكن.. الحلم تآكل وتبخر كسحابة صيف

الحلم الثالث.. الحلم الرابع.. الأحلام الباقية.. لم تعد مهمة إليّ فقد أجهضت مع أول كلماتي..

نعم أشعر بتحسن كبير الآن.. كنت أحتاج للحظة حساب مع النفس ومصارحة.. أحتاج فضفضة.. وقد فعلت..

أشعر بأنني قد أثقلت عليكم ولكن أشكركم على إصراركم على الوصول إلى النهاية
نهاية سع.. ستكون سعيدة.. إن شاء الله..

سلام حتى لقاء..

:D
/

2 comments:

Nouran said...

بص يا باشا
كل الناس لازم تجلها حالة الغمة والكابة ديه وملهاش لزمة بس بتفرج بعديها صدقني

بقولك بقى شيل الكلمة اللي بتتكتب قبل التعليق ام لون احمر ديه وجنيها كرسي الاعاقة علشان بتشلني ممكن ؟؟

Mahmoud Mohamed said...

أحيانًا كتير بنحس بالاحساس الغريب ده
إن كل الناس بتسيبنا ولم حد يقول إننا كويسين وعملنا حاجات كويسة كتير بنحس إنه بيجاملنا
بس إن شاء الله هيه بتبقه لحظة انتقالية يعنى إنت وصحابك كل واحد يخش كلية شكل فتحس إن إنتم بعدتوا عن بعض
إنما إن شاء الله إنت كويس دلوقتي

"الآن أحاول أن أجهض أحلامًا تشوهت بداخلي؛ "
هي دي بصراحة حاجة مصدمة بس للأسف طبيعية لأن الواحد طول ماهوه ماشي لازم يفقد حاجات كتير حتى لو كانت من أحلامه اللي هوه عايز يوصلها أصلاً
بس المـ