Saturday, April 4, 2009

ممكن تسمعيني؟

ممكن تسمعيني؟
عمرك ما اديتيلي الفرصة إني أتكلم. حتى الكام مرة اللي اتجرأت أنا فيهم كانت نبرة صوتك، أسئلتك، عينيكي الهربانة، بيخنقوا الكلام جوايا..

عارفة قد إيه نفسي أكلمك وأحكيلك؟

عن القطة اللي جوايا عمّالة بتجري، رايحة جاية مابتهداش، ورا بكر خيط بألوان قوس قزح. شعرها أبيض وضيّ غريب في عينيها الخضرا. ساعات في الضلمة، باخاف قوي لمّا أبص جوايا. في عينيها. باحس إن في نار. وإن شعرها الناعم بقى إسود منفوش. وفي أي لحظة هاتنقض عليّا. وتموتني من المفاجأة. على فكرة أنا لسة مش باحب إحساسي إني مش فاهم اللي بيحصل من حواليا.

عايز أحكيلك عن الوردة الحمرا والقلب الموف الصغنطط اللي لسة كل ماشوفهم بافتكر لمّا فاجئتك بـ"إنتي حد مميز جدًا". بصيتي يمينك. ولمحت على وشك ابتسامة. بس مافهمتش ساعتها ليه الحوار انتهى. وليه كنت فرحان قوي مع إنك قلتي لأ. وأنا مروّح، كنت باترعش وجسمي سخن. صحيح عينيا كانت مدمعة من الشك المعشش جوايا. بس كنت بامسك إيدي واطمن نفسي. كالعادة. كانت آخر مرة اتكلمنا على فكرة. كنت باحاول وأنا باتكلم أفتح أي موضوع يخليكي تتكلمي، وأما اتكلمتي، سكت، وسمعت لك بلهفة. أنا ليه كدة؟ هو العبط دة في دمي؟ ليه مش قادر أبطل أتوقع من الناس إنهم يفهموني ويحسوا بيّا؟ يمكن علشان أنا مؤمن بناس كتير أكتر من إيماني بنفسي؟

لأ ولّا الحفر السودا اللي جوايا. زي اللي بتبلع النجوم. كل ماتقضي على جزء مني بتوسع أكتر. وتشدني لقلبها البارد. أنا باخاف من البرد قوي. باخاف لمّا باخرج من تحت الدش إني أموت قبل ما ألمس الفوطة. وحتى بعد مابدأ أنشف جسمي بافضل أترعش. يمكن الفوطة ماتقدرش تديني الدفا اللي أنا محتاجه. باجرجر نفسي لتحت البطانية. باتكور زي دودة صغيرة اتقطعت بالمشرط. باحاول ألملم أي حاجة فاضلة مني. جسمي بيبطل يترعش بعد شوية. بس بتفضل روحي بتترعش.

عارفة. لمّا باخاف أخسرك. باحس إن في ستاير سودا بتنزل عليّا. بتحبسني جوايا. بتبعدني أكتر عن المجموعة الوحيدة من الناس اللي باحس وسطهم إني أنا. باهرب منهم معظم الوقت. بقية الوقت باهرب من تأنيب الضمير. شفتي بعدك لخبطني قد إيه؟

إيه.. زهقتي؟ طب هاحكيلك عن حاجة حلوة. عصفورتي الخضرا اللي لسة فاقسة. بدأت تاكل مني لما أحطلها الأكل في إيدي. في الأول كانت بتخاف. بس دلوقتي بقت تنام وتدفن منقارها بين صوابعي. جميلة قوي. دافية وريشها ناعم. باحب أحس بنبض قلبها بيهدا شوية بشوية. وجفونها الرقيقة مواربة. بتبصلي من وقت للتاني. بتتفزع ساعات لمّا دموعي تنزل على جناحاتها.. تفتكري هاقدر أعلمها الطيران بروحي المكسورة اللي نسيت ملمس السحب؟

2 comments:

nour said...

it's wonderful bgd ..malyana e7sas awy,ya5dak le be3ed gedan.
keep on bgd :)

Amour said...

thx nour :))